تقرر منظمة الصحة العالمية أن التدخين هو أكبر خطر على الصحة يواجه البشرية اليوم. يقتل التدخين أربعة ملايين شخص كل العام والعدد في ازدياد بسبب الزيادة السكانية وخاصة في العالم الثالث.
يؤذي التدخين كل عضو في جسم الإنسان ويرتبط بأنواع عديدة من الأورام الخبيثة، ويعتبر التبغ المنتج القانوني "الوحيد" الذي يقتل نصف أولئك الذين يستعملونه بشكل منتظم.
لا يرى كثير من الناس أضرار التدخين ويرجع ذلك إلي الآتي:
1- الكثير من الأمراض التي يسببها التدخين لا يعرفها معظم الناس، ويعرفها الأطباء فقط.
2- هناك كثير من الأمراض لا يدري المدخن أنها بسبب التدخين.
3- كثيراً من أضرار التدخين لا تظهر إلا بعد مرور وقت من الزمن لأن أضرار التبغ الصحية تراكمية.
4- هناك أمراض تحدث فجأة بسبب تراكم مسبباتها.
5- يوجد أناس بهم أمراض خطرة وهم يخفونها
وأثبتت الأبحاث العلمية الحديثة بما لا يدع مجالا للشك أن التبغ يحوي علي مواد كيميائية بادئة ومثيرة للنشاط والتحول السرطاني للخلايا وأخرى منشطة لهذا التحول السرطاني في الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي الهضمي هذا بالإضافة إلى مواد تسهل امتصاص الكيماويات المسببة للسرطان والتي يحتويها الدخان وهكذا فان الإصرار على التدخين المكثف ولسنوات طويلة تتسبب عنه تغيرات في الخلايا المعرضة تؤدى بها إلى النمو الشاذ والجامح الذي ينتهي بها إلى التحول السرطاني، كذلك وجد أن المشروبات الكحولية لها نفس التأثير على مثل هذه الخلايا في الجهازين التنفسي والهضمي وتكون الطامة الكبرى عندما تجتمع العادتان السيئتان معا التدخين والخمر، حيث يعضد تأثير كل منهما في التحول السرطاني وبهذا ترتفع نسبة الإصابة ارتفاعا هائلا بين هؤلاء الأشخاص. فإذا علمنا أن الخمور تصيب وظائف الكبد بالقصور مما يعرقل عملية نزع سميات مواد كثيرة كان يجب أن يقوم بها الكبد السليم والتي قد تكون في أغلبها من المسببات السرطانية أتضح لنا نسبة ارتفاع الإصابة بالأورام الخبيثة بين مثل هؤلاء الناس.
ومن المعروف أيضا أن مدمني الخمور والتدخين لا يهتمون بنظافة الفم والأسنان واللثة ما يعرضهم للالتهابات الصديدية المزمنة بالفم والتقرحات باللثة وتسوس الأسنان وكلها عوامل وجد أنها تساعد على التحول السرطاني للخلايا.
من هذا كله يتضح لنا حكمه ديننا الحنيف في تحريم الخمور والتدخين حيث أن صحة الإنسان وحياته من أعظم النعم التي وهبها الله للإنسان فيجب صونها واحترامها والحفاظ عليها لا التفريط فيها وتضييعها ثم الندم عليها بعد فوات الأوان
إدمان التدخين يحدث مبكرا:
ويعتبر إدمان النيكوتين من أشد أنواع الإدمان، وفي بحث مطول على الإنسان والحيوان لمعرفة مدى الإدمان الذي يسببه النيكوتين ومقارنته بالمواد المعروفة باسم المخدرات، وجد الباحثون أن النيكوتين لا يقل عن إدمان أقوى المخدرات تسبباً في الإدمان وهما الهيروين والكوكايين. بل إن بعض الأبحاث تشير إلى أن إدمان النيكوتين أشد من إدمان الهيروين والكوكايين. وبدون شك فإن إدمان النيكوتين هو أوسع انتشارا من جميع أنواع المخدرات والخمور مجتمعة وذلك لكثافة استخدام التبغ، ففي كل يوم يتم استنشاق دخان 18 ألف مليون سيجارة وأطنان من التبغ على هيئة شيشة وجوزة وغليون وخلافه. وفي دراسة أخرى وجد أن من بين كل مئة شخص يتعاطون التبغ، فإن ما بين 85 و 90 % سيصحبون مدمنين له وإذا قارنا ذلك بالخمور مثلا فمن بين كل مئة يتعاطون الخمور فإن نسبة 15 % فقط هم الذين سيصبحون مدمنين لها.
إن المدخنين يدمنون على النيكوتين خلال أيام فقط من بدئهم تدخين عدد ضئيل من السجائر، وهو ما يعني أن قابلية الإدمان على هذه المادة الموجودة بشكل طبيعي في التبغ أعلى مما كان متصورا، ويمكن تصنيف المدمنين على النيكوتين إلى عدة أصناف بحسب سرعة تحولهم إلى مدمنين، والنوع الأول من هؤلاء هم عشاق الوهلة الأولى، ثم المدمنين التدريجيين، وثالثا المدمنين البطيئين، نتائج هذه الدراسة تؤكد أن الإدمان هو السبب في الاستمرار في التدخين وليس العكس. لولا الاستمرار في التدخين وإدمانه، لانتهت هذه شركات الدخان وانتهى معها التدخين.
أثر التدخين على الجهاز الهضمي:
للتدخين علاقة وثيقة مع جهاز الهضم، فقد يصاب المدخن بنقص الشهية للطعام، أو قد يصاب بإسهالات لا مبرر لها أو بإمساك شديد، وعادة يسبب التدخين أمراضا مزمنة في الجهاز الهضمي، فهو يؤدي إلي اضطراب في الوظيفة الإفرازية والوظيفة الحركية للمعدة والأمعاء، مما يعرض المدخن لضعف في الهضم والامتصاص. كما إن التدخين يزيد إفراز الحامض المعدي والذي قد يؤدي إلي التهاب في غشاء المعدة وأيضا قد يؤدي إلي حدوث قرحة في المعدة أو في الإثنى عشر، وتدل إحصائيات أن 78% من المصابين بهذه القرح هم عادة من المدخنين، كما أن للتدخين آثارا سيئة على الغدد اللعابية واللثة والأسنان.
أثر التدخين علي الجهاز التنفسي:
النيكوتين يقلل من حركة الأهداب الموجودة في الشعب الهوائية المسئولة عن طرد البلغم والمواد الغريبة، وهذا التأثير بالإضافة إلى تأثير المواد السامة الأخرى في الدخان يؤدي إلى إلتهاب الشعب الهوائية المتكرر، وإلى حدوث نوبات الربو وما يتبع هذين المرضين من حالات انتفاخ الرئة ( الأمفيزيما)، وهو مرض شديد الخطورة، وإذ يجعل التنفس صعباً شاقاً يتعذب فيه المريض.
يؤدي التدخين إلى كثير من أمراض الجهاز التنفسي مثل التهاب الحنجرة والشعب الهوائية والكحة المزمنة والربو الشعبي وتمدد الرئة، كما يؤدي إلي انتشار بعض الأمراض المعدية نتيجة لقيام أكثر من مدخن بالتناوب على نفس الشيشة أو الجوزة.
يحتوى دخان السجائر على أول أكسيد الكربون وهو غاز سام، ويتميز بأن له قابلية كبيرة للاتحاد مع هيموجلوبين الدم، وتقدر هذه القابلية بحوالي 210 ضعف قابلية الأكسجين للاتحاد بالهيموجلوبين، وحيث أن الهيموجلوبين هو المسئول عن نقل الأكسجين إلى خلايا الجسم، فإن وجود أول أكسيد الكربون في الدم يمنع اتحاد الأوكسجين مع الهيموجلوبين، ويترتب على ذلك قلة وصول الأوكسجين إلى خلايا الجسم
إن التدخين من أهم الأسباب المسببة لسرطان الحنجرة وسرطان الرئة.
التدخين وسرطان الرئة:[/center]
تـــــــــــــابع 0000[/center]