الحمد لله وكفى يجزي أهل الوفاء بالتمام والوفاء وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى ولاند له يبتغى وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله المجتبى ونبيه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الأطهار الحنفاء .
أما بعد
فاتقوا الله عباد الله وأعدوا لسكرة الموت عدتها وما ذكرته في الخطبة الماضية ليست هي قصة شاب بعينه أو شخص بذاته هي ليست قضية الشباب وحدهم بل هي قضيتنا جميعاً شباناً و شيباً ذكوراً وإناثاً لابد أن نتذكر دائماً بأننا معرضون في أي لحظة لأن يتخطفنا الموت وننتقل إلى الدار الآخرة كيف لا وهذا خير البشرية يخاطبه ربه فيقول له : {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْنْ مِتَّ فَهُمْ الْخَالِدُونَ}(12). فلا يغتر ذا جاه وسلطان بجاهه وسلطانه فهذا فرعون أخذه الله وهو في قمة عزه وسلطانه ، ولا يغتر ذا مال بماله فهذا قارون أخذه الله وهو في قمة غناه وماله ، ولايغترن صحيح بصحته ولا قوي بقوته ولا شاب أو شابة بشبابهما فالموت حقيقة لا بد لكل حي من خلق الله منها فعليكم أحبتي بوصية نبيكم وحبيبكم لعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا في صحيح البخاري قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي فَقَالَ: ((كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ))(13).
أيها الأحبة في الله لنكن صرحاء مع أنفسنا كم مرة في اليوم نذكر الموت أم أنه لا يخطر لنا على بال ؟[كم مرة نزر المقابر للاعتبار؟م أنا نزورها فقط إذا كانت هناك جنازة قريب أو صديق لتأدية الواجب، هل ربينا أنفسنا وأزواجنا وأولادنا على الاستعداد لتلك اللحظات،أيها الأحبة في الله إني أناديكم من هذا المكان المبارك وفي هذا الزمان المبارك أن نتوب إلى الله وأن ننخلع من جميع ما مضى من ذنوب وعصيان وأن نفتح صفحة جديدة نملؤها بإذن الله طاعة وتقوى فهيا بنا قبل أن تبرد منا القدمان وتيبس اليدان وينعقد اللسان وتجحض العينان و يغلق باب التوبة فنصيح ونتألم ونندم ولكن وقتها لا ينفع الندم.
منقول