الجنة فى بيوتنا
الجنة فى بيوتنا
الجنة فى بيوتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المبالغون

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حنان
مشرف
مشرف
حنان


انثى
عدد الرسائل : 202
احترامك لقوانين المنتدى : المبالغون 31010
دعاء : المبالغون 15781610
الاوسمة : 3
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

المبالغون Empty
مُساهمةموضوع: المبالغون   المبالغون I_icon_minitimeالأربعاء 6 أغسطس - 15:56

الإخوة الأكارم /

أتعجب من نفسي من ومن بعض إخواني عند ذكرنا لبعض الحوادث أو بعض الشخصيات أو بعض الوقائع ... ومبالغتنا فيها ، وتكبيرنا لأحداثها وشخصياتها !.

نجد هذه المبالغات واضحة جلية عند ذكرنا للأعلام وأعني بهم المشايخ وطلبة العلم ، وقد قرأت قبل قليل في أحد المواقع سيرة مختصرة لشاب لا يتجاوز 32 سنة من عمره ، وقد بجّله الكاتب ووصفه بما لا يعقل ، وحتى لو عُقل ( جدلا ) فلا يليق ، ولا أظن صاحب السيرة يرضى بما كُتب عنه ( العلامة ، المحدث ، الحافظ ، الإمام )!! ، وغيرها مما لا تكاد تجده إلا سير العلماء المتقدمين .

فتذكرتُ محاضرة سمعتها من الشيخ / خالد السبت وفقه الله بعنوان ( المبالغون ) ، فوجدتها كاملة في موقع الشيخ ، أنقلها للفائدة .

وسأقوم بتجزئة المحاضرة تسهيلا لقراءتها :

---

قال الشيخ حفظه الله :

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فحديثنا معكم في هذه الليلة –إن شاء الله- عن موضوع نحتاج إليه حينما نقرأ، ونحتاج إليه حينما نسمع ونحتاج إليه حينما نتكلم، وهذا الموضوع عن مشكلة نفسية واجتماعية هي مشكلة مزمنة توجد في الكتب وفي كلام المتكلمين، وتوجد في نفوس الكثيرين من المسلمين ومن غير المسلمين، وهذه المشكلة هي (المبالغات) فيما نصف به الأشياء، وفيما ننقل من الأخبار، وفي المدح والذم، وفي الإخبار المجرد.

هذه مشكلة مدمرة، وأثارها سيئة فقد يدخل الإنسان في أبواب الخرافة بسبب تهيئه لقبول مثل هذه المبالغات حينما يفتح سمعه وقلبه على مصراعيه لتلقي ذلك دون رقيب ولا حسيب، ودون النظر في صحة ما يسمع وما يتلقى .

فكم من انتصارات وكم هزائم وقعت بسبب المبالغات ، فحينما تضخم قوة العدو وتجعل حوله هالة عظيمة، ويصور على أنه قوة لا يمكن أن تقهر؛ عند ذلك تنهزم النفوس وتنكسر دون طلب هزيمته وقهره ودحره .

وكم من عدو بقي شامخاً رافعاً أنفه يتطاول على الآخرين ويفعل ما يشاء دون حسيب ولا رقيب، وذلك أنه جعل حول نفسه هالة إعلامية ضخمة صور من نفسه أنه القوة التي لا يمكن أن تدحر، وأنه القوة التي لا يمكن أن تقهر .

وكم من أناس قد انهزموا؛ لأنهم قد بعثوا رسولاً لا يصلح أن يأتي بالأخبار، فبالغ في تصوير العدو وفي تضخيم صورته، أو رضوا من الغنيمة بالإياب .

وكم من عدو صور بصورة ضخمة، وجعل حوله هالة عظيمة كأنه قوة لا يمكن قهرها فرضي الناس بكل حل يمكن أن يدمر هذه القوة، وصارت نفوسهم مهيأة لجميع الأطروحات، وألغوا أفكارهم وعقولهم، وصار همهم الوحيد هو قهر ودحر هذا العدو الذي صور لهم بصورة هي أضعاف أضعاف ما يتمتع به في أرض الواقع من القوة الحقيقة .

فأقول :
هذا الأمر يورث عللاً مستديمة ، وعميقة الآثار في العقائد والأفكار، ويورث عللاً مستديمة في واقع الناس وفي حياتهم، في حربهم وفي سلمهم، في أبواب العلوم، وفي أبواب الاعتقادات، وفي غيرها من الأبواب؛ فلا بد من وضع حد وضابط لعله يحرك شيئاً في النفوس، فيكون عند الإنسان شيء من البصر الذي يميز به بين الأمور، ويزن به الأشياء، ولا يجعل سمعه وقلبه متقبلاً ومفتوحاً لكل ما يطرح من الحق والباطل، سواء كان ذلك مبالغاً فيه أو غير ذلك .

فلعلي أخرج معكم في هذه الليلة إلى هذه النتيجة فإن استطعنا أن نوصل هذه الفكرة إلى الأذهان، واستوعبتها القلوب أظن أننا قد حققنا نجاحاً، وأحرزنا هدفاً مهماً يمكن أن يكون سبباً -بإذن الله -عز وجل- لتحقيق نجاح في العلوم والتلقي والأخذ والسماع وما أشبه ذلك بحيث يكون عند الإنسان ضابط وميزان يزن به الأمور .
__________________

لماذا المبالغات ؟.

لماذا يبالغ كثير من الناس فيما يذكرون ؟ ، وفيما يصفون ؟ ، لماذا تجري على ألسنتهم هذه المبالغات ؟ ، ولربما رقموها وكتبوها ؟.

أقول :
هذا له أسباب كثيرة أذكر منها :
أن محبة الأشياء ومحبة الأشخاص تعمي الإنسان، فتجعل هذا الإنسان يبالغ في الوصف، وكذلك الكراهية الشديدة تجعل الإنسان يبالغ أحياناً في الذم والتحقير، فلا يصور الأمر على حقيقته الطبيعية، وهو يكون بذلك قد فعل جرماً حيث إنه نقل صورة مشوهة غير حقيقة إلى الآخرين فسبب ذلك إرباكاً في تصوراتهم .

فأقول :
محبه الأشخاص محبة الأشياء محبة الإنسان لطائفته ومذهبه ومتبوعه وشيخه تجعل هذا الإنسان يبالغ أحياناً يبالغ في مدحه وفي الثناء عليه .

خذ مثالاً على ذلك :
هذا يونس بن عبد الأعلى -رحمه الله- يقول : في وصف الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول : "لو جمعت أمة لوسعهم عقل الشافعي" ، هذا الكلام وهذا الخبر يمر علينا كثيراً في ترجمة الإمام الشافعي -رحمه الله- ولربما لم يتوقف عنده أحد منا؛ مع أن هذا الخبر ينبغي ألا يمرر .
معلوم أن الإنسان لو أخذ من عقله شيء يسير لصار في عالم غير العقلاء أليس كذلك ؟! ، لو وزع عقل إنسان واحد على أمة كاملة لوسعها ؟ ، هذا لا شك أنه مبالغه لا يمكن أن يقبل بحال من الأحوال، عقل الإنسان لا يكفي لو وزع على اثنين أو ثلاثة أو على أربعة، فكيف لو وزع على أمة كاملة ؟ لكن الذي قال ذلك رجل يحب الشافعي -رحمه الله- .

وهاك مثالاً آخر :
رجل يحب مذهب أبي حنيفة -رحمه الله- وهو حماد بن أبي سليمان ذهب إلى الحج، ثم بعد ذلك رجع إلى الكوفة فلما دخل عليه طلاب العلم وجلسوا عنده، قال: أبشروا يا أهل الكوفة، فقد أتيت الحجاز ورأيت عطاء وطاووس ومجاهد -هؤلاء أئمة التابعين في الحجاز- قال: " رأيت هؤلاء والله أن صبيانكم وصبيان صبيانكم أفقه منهم" فهذه لا شك أنها مبالغة مفضوحة مكشوفة، لا يمكن أن تروج الإ على البسطاء من الناس .

وهذا رجل يحب الإمام أحمد -رحمه الله- وكلنا نحب هؤلاء الأئمة لكننا نرفض المبالغة، هذا رجل يحب الإمام أحمد يبالغ في محبته فيقول: "نظرة عندنا إلى وجه الإمام أحمد تعدل عبادة سنة" كيف تكون نظرة إلى وجه إنسان من الصالحين تعدل عبادة سنة؟ سجدة لله -عز وجل- واحدة أفضل من نظرة إلى وجه رجل من الصالحين، فكيف بعبادة سنة؟ فكيف بصيامها وقيامها وصدقتها وما إلى ذلك من العبادات؟! .

هذه أشياء نجدها في كتب الأخبار، ثم تمر علينا دون أن نمحص فيها، ولربما نقلناها إلى الآخرين.
__________________
وأيضاً مما يسبب المبالغة:

ما يشاع حول بعض الكبراء والعظماء، والأحداث الكبار، والمشاريع الضخمة الغابرة أو المعاصرة؛ فيبالغ الناس في وصف هذه الأمور مع اختلاف مقاصد هؤلاء المخبرين المبالغين، فمنهم من يقصد الكذب والدجل، لأمر يريد الوصول إليه، فهو يبالغ ليصنع شخصية أسطورية تجاه هذا الشخص الذي بالغ في وصفه، ولربما بالغ لسبب آخر وهو مرتبط بالسبب الذي قبله، وهو أنه رأى من هذا الشخص شيئاً استعظمه، فبالغ في مدحه وذكره والثناء عليه، وكثير من الناس لا يستطيعون أن يزنوا أنفسهم بالميزان الصحيح، فهو إما أن يبالغ في المدح، وإما أن يبالغ في الذم.

واسمع كلام الناس في شيوخهم ولا أضر على طالب العلم من تلامذته إن لم يتبصر في حاله وفي ضعفه، وفي عجزه وفي مسكنته وفي جهله، فإن من عرف الله –عز وجل- وعرف نفسه فإنه لا يضره قول القائلين لا يعبأ بهم ولا بكلامهم، (رحم الله امرئ عرف قدر نفسه).

أما طالب العلم الذي يقبل ما يقال فيه فهذا يجتمع حوله جماهير من البسطاء يعظمونه ويضخمون أمره، وينسجون حوله الأساطير والأكاذيب، ويبالغون في القول بمدحه ، كم سمعنا في المجالس من إعطاء أشخاص أوصافاً ليست حقيقة .

حضرت مجلساً فإذا شخص من البسطاء يذكر أحد طلبه العلم في مجلس عامر بالشيوخ، والمتحدث هو أصغرهم، يذكر طالب العلم ويثني عليه من غير أن يسميه وذكر عنه أشياء كثيرة جداً، ومما ذكر -فيما أحفظه في هذه الساعة- أنه قال : يحفظ الكتب الستة بالأسانيد مع ترجمة رجال كل إسناد، وكنت قد عرفت من يقصد، ولما قال هذه الجملة اختلطت الأوراق والتصورات في ذهني فذهبت اضرب يميناً وشمالاً أضرب أخماس في أسداس من يقصد هذا الإنسان؟ لا يمكن أن يقصد الشخص الذي ظننت أنه يتحدث عنه، ثم بعد ذلك سألته من تعني؟ قال فلان، قلت: فلان الفلاني الذي كان بالمكان الفلاني ودرس في المكان الفلاني؟ قال: نعم فازددت عجباً، لا أعرف أنه يحفظ هذه الأشياء .

ثم بعد ذلك حصل مجلس آخر مع هذا الشخص عند بعض طلبة العلم، وكنت قد حكيت له ما سمعت، فأخرج صحيح الإمام مسلم، وقال: أريد أن أنظر هل أنت تراجع المحفوظات أم لا؟ أريد أن تعرض عليَّ بعض الأبواب من حفظك، فقال: أنا لا أحفظ شيء من الكتب الستة، أنا قرأت مختصر صحيح الإمام مسلم للمنذري، قرأ مختصر، ما قرأ صحيح مسلم ولا درسه، قرأ مختصر صحيح الإمام مسلم للمنذري فقط، فأين حفظ رجال الكتب الستة؟ وأين حفظ ترجمة كل رجل من رجال الإسناد؟ وأين حفظ الكتب الستة بمتونها؟ أين هي؟.

فهذا المسكين الذي يبالغ في هذا المدح يظن أنه يحسن إلى هذا الممدوح، ما علم أن هذا المدح الذي في غير محله أنه يسيء إليه بذلك غاية الإساءة.

ولذلك ينبغي على الإنسان أن يحذر ولا يسمح لأحد كائناً من كان أن يطريه أو أن يذكره بشيء ليس فيه، والعجيب أن بعض الناس يتعمدون هذه الأساليب، وقد رأيت من هؤلاء أعاجيب.
كان أحد هؤلاء قد اجتمع حوله طائفة من السذج يعظمونه ويذكرون من حفظه التهاويل ، فحدثني رجل من خاصته في أيام الطلب، حدثني عن وصية أوصاه بها هذا الشخص منذ أن كان طالباً في السنة الأولى في الكلية؛ فالأستاذ حينما يأتي ويذكر لهم مثلاً حينما يدرسهم هذا الأستاذ متن الشاطبية في القراءات السبع، ماذا يصنع هذا الطالب؟ هم في أول الشاطبية، يقول: أين البيت الذي يدل على كذا وكذا في أول الدرس، يقول هذا الطالب أنا أخبرك عنه، ثم يذكر بيتاً من آخر الشاطبية قد حفظه، ثم يقول: لا ويضرب على رأسه، ثم يأتي بالبيت المطلوب من أولها، فماذا يتوهم الحضور؟ يتوهم الحضور والشيخ أنه فريد عصره ووحيد دهره، وأنه الذي لا يحتاج إلى الشيوخ ولا يحتاج إلى التعليم، قد حفظ وقد عرف شرحها، فكان يوصي صاحبه أن يفعل هذا الفعل .

ويخبر هذا الشخص عن نفسه من باب الوصية لهذا الإنسان ليفعل فعله في الدجل ، يقول: نجتمع مع بعض طلبة العلم ثم اقترح قصيدة نتسابق في حفظها يقول: وكنت قد حفظتها قبل ذلك بقدر خمسين بيتاً أو نحو ذلك، يقول: ثم اجلس دقيقتين أو ثلاث دقائق أقرأها قراءة سريعة ثم أقول: حفظتها ثم بعد ذلك يحلفون الأيمان المغلظة تحدياً لهذا الشخص أنه لا يمكن أن يكون قد حفظها، يقول: ثم أكرها وهو قد حفظها قبل ذلك.

فأقول :
من الناس من يفعل ذلك وهذا يجد لا شك جماعة من البسطاء والسذج فينقلون عنه .

ولذلك أقول في مثل هذه الأجواء لا ينبغي لطالب العلم وإن حفظ بعض الأسانيد أن يذكر لهم خبراً بالإسناد؛ لأن النتيجة ستكون أنه سيوصَف بحفظ الكتب الستة مع رجال كل إسناد؛ لأنه مرة واحدة سئل عن حديث فذكره بالإسناد فصار يحفظ، أو استشهد ببيت من ألفية العراقي أو من الشاطبية أو من غيرها فصار عند هؤلاء يحفظ جميع هذه .

فأقول :
هذا الذي يشاع أحياناً حول هؤلاء الأشخاص أو المشاريع الكبيرة أو الأمور الحوادث الضخمة الكبيرة ما يشاع حولها أقول : ينبغي أن نتحرى في سماعه .

هذا الأمير الأفضل الأرمني المتوفى سنة خمسة عشر وخمسمائة ، ذكر في ترجمته أنه خلف :
- ستمائة ألف دينار .
- وخمسين ومائتين أردباً من الدراهم .
- وخمسين ألف ثوب ديباج .
- وعشرين ألف ثوب حرير .
- وثلاثين ألف راحلة .
- وعشرة مجالس في المجلس مضروب عشرة مسامير من الذهب على كل مسمار منديل مشدود فيه لفة من الثياب .
- وخلف أيضاً خمس مائة صندوق فيها كسوة ومتاع، يفوق الوصف .

ولا شك أن المبالغة ظاهرة وواضحة فيه .

أتذكرُ أني سافرت إلى بعض البلاد الإسلامية، فسألت عن بعض طلبة العلم وعن الشيوخ، وعن دروسهم، وعن جهودهم في ذلك؟ فقال بعض المحبين لبعض هؤلاء الشيوخ :
" ألقى فلان محاضرة بالأمس حضرها خمسة آلاف من الشباب في بلد صغيرة جداً، والدعوة فيها في بدايتها "، قال : حضر خمسة آلاف في قاعة كبيرة اسمها: كذا وكذا .

وفي اليوم التالي تماماً سألتهم عن بعض الأماكن والمرافق التي تصلح للدعوة وتستغل للدعوة، فذكروا هذه القاعة -هم أنفسهم- فقلت: كم تحتمل هذه القاعة من الأشخاص؟.
فقالوا : قريباً خمسمائة وألفين .
فقلت في نفسي: عجباً بالأمس كان يحضر فيها خمسة آلاف حينما يذكرون هذا العالم الذي يحبونه، واليوم صارت هذه القاعة تحتمل النصف فقط .

سألت عن بعض العلماء في ناحية من النواحي في الصحراء فذُكر أن عنده من طلبة العلم قريباً من الألف، فذهبت إليه، فلما حضرت حزرت الموجودين بثلاثين شاباً، لعل هؤلاء بعض من حضر، ثم نظرت في الوقت الذي يجتمعون فيه جميعاً في صلاة الظهر فحزرتهم مع المبالغة بسبعين، فقلت في نفسي : هؤلاء لم يبلغوا المائة، فأين الألف؟!.

فأقول :
هذا كله من المبالغات التي تنسج حول بعض الناس، وذلك في الواقع ليس من قبيل المدح لهم، بل هو من قبيل الضرر .
وكم سمعنا عن محاضرة يحضرها عشرة آلاف أو نحو ذلك، أو الدرس الفلاني يحضره عشرة آلاف فحضرت مرة درساً من هذه الدروس التي قيل: إن الحضور في أقل التقديرات عشرة آلاف فحزرتهم ثم بالغت في تقديرهم فإذا هم لا يتجاوزن ربع هذا العدد فلا أدري لماذا هؤلاء ينسجون هذه الأمور ، ويسيئون إلى من يخبرون عنهم .
هذا ابن خياط رجل له ترجمة في سير أعلام النبلاء، ذكر عنه أنه لقن في بغداد من العميان، لقن سبعين ألف أعمى، العجيب أن البلاد أكبر بلد اليوم قد لا يوجد فيها هذا العدد من العميان، فكيف ببغداد في ذلك الحين من أين جاء بهذا الرقم؟ .
ولذلك الذهبي يعلق عليه يقول: لعل المخبر أراد أن يقول: سبعين نفساً فغلط، فقال: سبعين ألفاً . والذهبي –رحمه الله- يقول: فإن من لقن سبعين نفساً من العميان فهذا خير كثير، أما هذا العدد المذكور فإنه مبالغة قطعاً.
__________________

وهذا ابن الجوزي -رحمه الله- ذُكر أن درسه في الوعظ يحضره مئة ألف إنسان؛ والذهبي -رحمه الله- يقول: أين المكان الذي يسع هؤلاء؟ ثم كيف يستطيع أن يبلغهم الصوت؟ ، النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع حضر هذه الحجة قريباً من عشرين ومائة ألف، لكن الله –عز وجل- أبلغ الناس كلام لنبيه -صلى الله عليه وسلم-، فهؤلاء الذين يحضرون لابن الجوزي في ذلك الوقت الذي كان فيه أقل بكثير مما هو اليوم يحضر مائة ألف، أين المكان الذي يسعهم؟ ثم أين الصوت الذي يسع لهؤلاء الناس؟.

وذُكر عن ابن الجوزي أيضاً أنه كتب ألفين مجلد، وتاب على يديه مائة ألف إنسان، وأسلم على يديه عشرون ألفاً، وكان يختم في الإسبوع ختمة، ولا يخرج من بيته إلا إلى الجمعة أو المجلس، الذهبي يعلق تعليقاً طريفاً يقول: فأين ذهبت صلاة الجماعة؟ لا يخرج إلا إلى الجمعة أو مجلس التعليم، فأين ذهبت صلاة الجماعة؟ فهذه الأمور لا تروج إلا على البسطاء .
في كتاب الخِطط للمقريزي ، وكنت قد قرأت لكم طرفاً من أخبار الأهرام التي ذكرها ، وقلت لكم : في هذه الأخبار كثير من المبالغات .

فمن ذلك ما ذكر أن القبط قد دونوا في كتبهم أن على الأهرام نقش تفسيره بالعربية : ( أنا سويد الملك بنيت هذه الإهرام في وقت كذا وكذا، وأتممت بناءها في ست سنين، فمن أتى بعدي وزعم أنه ملك مثلي فلهدمها في ستمائة سنة) فهذا الكلام غير مقبول معقول .

يقول : وقد علم أن الهدم أيسر من البيان، يقول: ( وإني كسوتها عند فراغها من الديباج فليكسها من استطاع بالحصر) فنظروا أنه لا يقوم بهدمها شيء من الأزمان، يعني لو قعدوا آلاف السنين يهدمونها لا يستطيعون، وهذا لا شك أنه مبالغة .

والخبر الأخير ما ذكر أيضاً في خبر الأهرام أنه لما فتح المأمون فيها فجوة في واحد منها يقولون: دخلها عشرون حدثاً من الأحداث -شباب صغار أولاد صغار- دخلوا أحد الأهرام وأعدوا معهم ما يحتاجون إليه من الطعام والشراب والحبال والشمع، -ما شاء الله- المسألة رحلة، يدخلون الهرم الآن فيحتاجون إلى طعام وشراب يمكن ملابس أيضاً، فنـزلوا فرأوا فيها من الخفافيش على قدر العقبان، الخفاش على قدر العقاب الطائر الضخم الكبير، أين توجد هذه الخفافيش؟ الناس دخلوا الأهرام اليوم ولا نظروا فيها هذه الخفافيش، فصارت تضرب وجوههم .

ثم إنهم أدلوا أحدهم بالحبال، يبدو أن فيه غار في الأرض فأدلوا أحدهم بالحبال فانطبق عليه المكان، فحاولوا جذبه حتى أعياهم ذلك فسمعوا صوتاً أرعبهم فغشي عليهم، ثم قاموا وخرجوا من الهرم .
فبينما هم جلوس يتعجبون مما وقع لهم إذ أخرجت الأرض صاحبهم حياً من بين ايديهم -خارج الهرم الآن- فصار يتكلم بكلام لم يفهموه بلغة أخرى، ثم سقط ميتاً فحملوه ومضوا به، فأخذهم الشرط وأتوا بهم إلى الوالي فحدثوه بالخبر، ثم سألوا عن الكلام الذي قال صاحبهم يبدو أنهم حفظوا ما قال، فقيل لهم: معناه: هذا جزاء من طلب ما ليس له، وكان الذي فسر لهم معناه بعض أهل الصعيد .

طبعاً هذه القصة متى حصلت؟ حصلت بعد عهد المأمون وفي عهد المأمون أهل الصعيد كانوا بأي لغة يتكلمون؟ كانوا يتكلمون باللغة العربية، فكيف فهموا هذا الكلام وترجموه بهذه الترجمة؟! .

فلا شك أن هذا من الأساطير .

--

يتبع بإذن الله .
__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
admin
Admin
Admin



ذكر
عدد الرسائل : 1074
العمل/الترفيه : مدير المنتدى
احترامك لقوانين المنتدى : المبالغون 31010
دعاء : المبالغون 15781610
الاوسمة : 0
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

المبالغون Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبالغون   المبالغون I_icon_minitimeالخميس 7 أغسطس - 1:12

بارك الله فيك وجزاك الله خيرنقل طيب في ميزان حسناتك ان شاء الله
بانتظارجديدك بينناتحياتي الغالية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eljanaonmyhome.yoo7.com
حنان
مشرف
مشرف
حنان


انثى
عدد الرسائل : 202
احترامك لقوانين المنتدى : المبالغون 31010
دعاء : المبالغون 15781610
الاوسمة : 3
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

المبالغون Empty
مُساهمةموضوع: رد: المبالغون   المبالغون I_icon_minitimeالثلاثاء 4 نوفمبر - 0:24

المتحابون في الله



ما أجمل عبادة الحب في الله، حين يتحاب المسلمون في الله، لا لعرض دنيوي، أو مصلحة، أو منفعة أو
غيرها، لكن يلتقيان معا على ذكر الله وطاعته، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم ويقتدون بالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وبالتابعين رحمة الله عليهم ويؤدون ما أمر الله به ورسوله، وينتهون عما نهى الله عنه ورسوله.

هؤلاء الصفوة اختصهم الله ورسوله بالخير الكثير في القرآن الكريم والسنة، فيقول الله في محكم تنزيله الحكيم " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه "، الكهف:28.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار "رواه أنس "متفق عليه".

وتصل مكانة المتحابين في الله ذروتها عندما يباهي الله بهم يوم القيامة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا يظل إلا ظلي " رواه مسلم وقد تعظم درجة المتحابون في الله ، فعن معاذ رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله يقول: قال الله عز وجل : المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء " رواه الترمذي.

ولخطورة الخليل على خليله أمرنا رسول الله بالتدقيق في اختيار الخليل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال:المرأ على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل "، رواه أبو داود..

ومن شروط الحب في الله التزاور بين الأحبة، فهذه الزيارات يفرح بها الله، ويجزي عنها خير الجزاء، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن النبي قال: أن رجلا زار أخا له قرية أخرى، فأرصد الله تعالى على مدرجه "أي طريقه" ملكا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال أريد أخا لي في هذه القرية، قال هل لك من نعمة تربها عليه" أي تقوم بها وتسعى في إصلاحها" قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى، قال: فإني رسول الله إليك بأن قد أحبك كما أحببته فيه "، رواه مسلم.

ويقول الرسول : من عاد مريضا أو زار أخا له في الله، ناداه مناد، بأن طبت، وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا" رواه الترمذي، ولا يفسد الحب في الله، ولا شيء يقطع عري المحبة إلا الذنوب، يقول الرسول الكريم: " والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما"، رواه أحمد..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المبالغون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجنة فى بيوتنا :: قسم الترفيه والثقافة الإسلامية-
انتقل الى: