بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فقد ورد في فضل صيام النصف من شعبان وقيام ليلها حديث في سنن ابن ماجه.
قال ابن ماجه: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا؟ أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)).
إذا نظرت لسند الحديث لوجدت أن فيه ابن أبي سبرة وقد أجمع علماء الجرح والتعديل على ضعفه.
وفيه إبراهيم بن محمد الزهري، ومن أهل الجرح والتعديل من قال أنه يخطيء، ومنهم من قال أنه صدوق مما يجعل سند الحديث ينزل من الصحة إلى الحسن، لكن ضعف ابن أبي سبرة يجعل سند الحديث ضعيفاً بلا شك ولا ريب ولا مرية.
وعليه فما ورد في قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها ضعيف، وبالتالي فلا يعمل به، ومن فعل ذلك فقد فعل مالم يكن فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنبي يقول كما في الصحيحين من حديث عائشة: من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد.
فلا ينبغي لأحد أن يبتدع في دين الله ما ليس منه.
جعلني الله وإياكم من المتبعين لهدي سيد المرسلين.
والحمد لله رب العالمين