الإسلام هو الحل رحلة طويلة مليئة بالشك والشوك بدأت عند ولادة " يولي سيس " في مدينة مسايس الفلبينية" عام 1968، في قلب أسرة نصرانية متمسكة بتعاليم دينها، ولم تعرف أن هذا الفتي الذي ولد لهم سيخرجهم من دين آباءهم وأجدادهم إلى طريق الهداية. نشأ يولي سيس كأي أبن لأسرة نصرانية متمسك بالعبادة في الكنيسة بعد أن اجتاز مراحل التعليم بكل نجاح من الروضة وحتى الجامعة.
لا للنصرانية منذ نعومة أظافره وهو يلامس الصور على جدران الكنيسة التي يقدسها النصارى والتي جعلوها صبوراً للمسيح وأمه عليهما السلام ثم التحق بمدرسة تعمل على تخريج القساوسة ولكنه وجد فيها عجائب وغرائب لم تتحقق مع مضي الزمن، حيث أنهم كانوا يحددون ويؤرخون أياماً يقولون إن المسيح سيأتي فيها وكانت هذه الأيام كما يقول كانت محددة من قبل ومضت ولم تمت للحقيقة بصلة ولم يأتي المسيح إلى الدنيا، ومن هذه النقطة بدأت خلايا عقله تنبض بندور الشك ولم يعد يصدق ما يقولونه له من دروس وبات تائهاً زائفاً بين تعاليم الكنيسة وبسبب تفتح عقله فهو لا يهدأ له بال ، ولا يترك أي مجال يبحث فيه ، دفع هذا الشك يولي سيس أن يترك مدرسة القسيسين ويلتحق بمذهب جي هو باونسس الذين يدعون أصحاب هذا المذهب أنهم شهود لله إلى حد ما أعجبته هذه العقيدة عن مدرسة القساوسة واندمج في دراستها حتى أصبح رجل دين وداعية لهذا المذهب، وأصدر مجلة لهذا الخصوص تدعو لمذهب جي جوبا ن، ولم يعصيانه أبواه فكان اتجاههما مثل اتجاهه ، وأصبحت قبلته هي قبلتهم دون اعتراض منهم على ما يفعل. تمر الأيام ولا حقيقة واضحة أمام "يولي" كل العقائد تجسد له الآلهة في صور أمامه... مما يجعل العقل الإنساني في قلق وشك وأصبح همه " أين الحقيقة؟" أين اليقين؟ شك في كل المذهب النصرانية بسبب كثرة دراسته لها، وظهور العديد منها في صورة تناقضات الغريب أنه كلما اتجه لعقيدة أو مذهب بعد تخرجه من الجامعة، كان يقود أسرته إليها دون اعتراض منهم على ما يفعله أو ما يسلكه ثم بعد ذلك لم يعد يصدق أن هناك إله، أو دين في الوجود. من النصرانية إلى عبادة الشيطان خرج من النصرانية ووجد فئة تعبد الشيطان، وهذه الفئة لا تؤمن بدين ولا بإله "وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً يعدهم ويمنيهم وما بعدهم الشيطان إلا غروراً" 118،119،120 النساء ولكن هؤلاء يبرؤون الشيطان من الكفر والعصيان، والوسوسة، بمعنى أنهم يعدون الشيطان نافع للإنسان يساعد في الوصول إلى غاية ما يتمناه في الحياة بأي طريقة ، كالعادة دعا أهله إلى هذه الجماعة وعقيدتهم فآمنوا بذلك الشيطان، وأصبحوا لا يؤمنون بوجود خالق للكون ..إنه الضلال بعينه الذي قال عنه رب العزة سبحانه وتعالى في كتابه الكريم " والذين كفروا أولياءهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" البقرة 257. وتبقى مشيئة الله تعالى هي الفاصلة في سير الحياة وتدبير الأمور ولكنها سوف تأتي بالهداية ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) وبدأت مرحلة الشك الأخيرة تتسلل إلى عقل " يولي سبيس" وبدأت تنثر خيوطها مرة أخرى فليس هناك عقيدة راسخة، وقاربت أن يهوي بها الريح في مكان سحيق. هذه المرة أخذ يبحث في المقارنة بين الأديان وانتهي من البحث في كافة المذاهب النصرانية وانتهى بعبادة الشيطان. ويأتي الدور على الإسلام ذلك الدين القيم يقول يولي سيس في بداية طريقه للإسلام: "بعدما انطفأ عقلي تجاه العقائد السابقة لم أعد أقتنع بأي دين" فقدومه للكويت هيأ له السبل للتعرف على هذا الدين العظيم، دين العقل والروح، ودين الفطرة والحياة. يقول : جئت إلى لجنة التعريف بالإسلام كي أتعرف على الإسلام دون قصد الدخول فيه، ولكن لعلي أجد إجابات حول كم الأسئلة التي سطرته هواجس الماضي في ذهني! جئت لكي أعرف هل للكون إله ؟ وما هي صفاته ، وما هي طبيعته إن كان هناك إله؟ لقاء في لجنة التعريف بالإسلام كانت نافذة الدخول .. نعم هي أول باب أطرقه في رحلة الهداية، بعدما تجرعت من كؤوس العقائد السابقة وحياة الضلال . لقد أراد الله لي أن أقف على أول درج يوصلني لنور البصيرة ..ويقوى سواعد الإيمان بالله الواحد الأحد. يوماً واحداً كان كفيلاً أن يفتح لي نوافذ الهداية ، جلست فيه مع الداعية/ محمد سماوي وهو من الفلبين وقد هداه الله منذ سنوات عديدة وكان معه بعض المهتدين، وكانوا يسابقوه في الرد على أسئلتي ، لقد وجدت إجابات كثيرة، فتحت عقلي للتفكير في الإسلام. وبدأت رحلة البحث في الإسلام ولمدة أربع سنوات بعيداً عن اللجنة، كنت أبحث في كل كتاب أقرأه عن صحة الأديان وعن حقيقة الخالق، وكان النصيب الأكبر للانترنت في عملية البحث كانت عملية تحدي لنفسي لإثبات ما هو الدين الصحيح ؟!! عدت مرة أخرى إلى الـ IPC بعد هذه المرة ، والتحقت بفصول اللجنة الدراسية لمدة شهر أحاور فيها الداعية الفلبيني، فكان يرد علي بكل صراحة ووضوح وأخيراً رضيت بالإسلام ديناً وبمحمد (صلي الله عليه وسلم) نبياً و رسولاً وبرأت من كل دين يخالف الاسلام بعدما شرح الله صدري وأنار بصيرتي وزالت الغمائم. إشهار الإسلام وأشهرت إسلامي داخل فصول اللجنة بين زملائي والأخوان المهتدين الجدد من جميع الجنسيات، وكانت أسعد لحظات حياتي تلك التي نطقت فيها بالشهادتين. " ومن يتبع غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" . ومن هنا بدأت رحلة النور وتنتهي رحلة الشك والشوك وبدأت رحلة احمد يوسف المسلم الجديد بدلاً من يولي سيس. موقف الأسرة من الإسلام يضحك عند سؤاله عن موقف أسرته من الإسلام ويقول: لقد صاحبني أبواي في كل الأحوال السابقة حتى وصلت بهم إلى عبادة الشيطان واليوم عليِّ أن أخرجهم من الضلالة وأسأل الله تعالى أن يوفقني لذلك، وكثيراً ما أرسلت لهم الكتب والنشرات الإسلامية التي تعرفهم بهذا الدين، ولكنهم لا يزالون في معمعة الكفر وسوف يؤمنون بالله تعالى، فللآن لم أجتمع بهم منذ أسلمت، وقد مضت سنة تقريباً على إسلامي، وبإذن الله سوف أهديهم لأني ما دعوتهم لشيء ورفضوه، وأخاف عليهم أن يموتوا على الكفر، وأسأل الله أن يهديهم ، يبتسم مرة أخرى ، ويقول أقرب أسرتي للإسلام هي أختي لأني دائماً أحدثها في الهاتف عن هذا الدين وعن أقوى شيء تأثر به في رحلة البحث عن الإسلام يقول: هو القرآن الكريم كتاب الله الثابت في كل زمان ومكان، و المحفوظ كذلك في قلوب المؤمنين ومحفوظ من عند الله تعالى، ولم يسبق لي في العبادات الأخرى أن حفظت شيئاً من الكتب، ولكن بفضل الله تعالى الآن أحفظ عشراً من قصار السور. الفرق بين الحج والعمرة لقد اعتمرت وكانت العمرة هي أول زيارتي لبيت الله الحرام وكانت سهلة وممتعة جداً وحدثت لي مواقف لا أنساها، فالإنسان في هذه الأماكن المقدسة يشعر بأنه شخص آخر لم يكن هو الذي كان في الدين السابق. أما الحج فهو جهاد وتضحية، وصبر ومثابرة على الطاعة والعبادة وهو يمثل أكبر مؤتمر عالمي للمسلمين يأتون إليه من كل حدب وصوب " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" الحج 27. كيف ندعو الناس للإسلام؟ يقول أحمد يوسف : دعوتي للناس من غير المسلمين للإسلام تختلف حسب طباع الشخص المدعو، وطريقتي دائماً لا أبدأ بشرح الإسلام ولكن أبدأ بقصتي مع الأديان الأخرى والأخطاء التي وقعت فيها، وأبين لهم كيف ضللت في السابق بتناقض هذه المذاهب، وبذلك يصبح الطريق ممهداً للحديث عن الإسلام. ولكن الأصدقاء والمقربين أشرح لهم شخصية المسلم كما نص عليها الإسلام، وأحاول أن أرد على الشبهات التي تثار من خلالهم نحو ديني الجديد. يحمل الجنازة في بيت الله الحرام من الناس من يسافر لأجل متعة أو نزهة بأهله حلالا، ومنهم من يسافر لعكس ذلك، ويصيبه من الأذى ما يصيبه والعياذ بالله، ولكن هناك سفر مخصوص أو تلبية لأوامر الله عز وجل كالحج والعمرة، وقد كنت ضمن موكب النور الذي أرسلته اللجنة لهذا العام، ومشهد الناس بملابس الإحرام له أثر عظيم في نفس المسلم الجديد، ومناسك العمرة من طواف وسعي وصلاة ببيت الله الحرام تربي النفس وتطهر البدن من الرجس القديم، وتظهر شفافيتها مع خالقها سبحانه وتعالى. تعلقت أرواحنا بحب بيت الله الحرام من خلال الارتياد عليه في كل وقت وفي إحدى الصلوات رأيت الناس يتزاحمون ويتسابقون على حمل الميت... سألت نفسي: يا إلهي لماذا؟ لابد أن في الأمر شيء... يجب على إدراكه بسرعة لعله خير!! ثم ذهبت إلى الداعية وسألته كما سألت نفسي: لماذا يتزاحم الناس كأمواج البحر خلف الميت ويتسابقون على حمله؟ أخبرني الداعية/ عبد الهادي أن من وراء ذلك أجر عظيم وثواب جزيل من الله سبحانه وتعالى… وما إن سمعت بذلك إلا وانطلقت كالذي ضاع منه شيء ووجده، أشق صفوف الناس خلف الجنازة حتى وصلت إليها بصعوبة وسط زحام الناس ، ورآني أحد الذين يحملون الجنازة باكيا فأفسح لي وحملتها بدلاً منه فكان شعوراً مؤثراً وأحسست بقيمة المبادئ الإسلامية وحملت الجنازة على عنقي مع أخواني ووصلت بها إلى جوار الكعبة أمام المصلين.
تهانى ادارى
عدد الرسائل : 723 احترامك لقوانين المنتدى : دعاء : الاوسمة : 1 تاريخ التسجيل : 15/05/2008
موضوع: رد: رحلتى قبل الاسلام الأحد 26 أكتوبر - 4:03
موضوع: رحلتى قبل الاسلام 
الأحد 28 سبتمبر - 2:57
