الجنة فى بيوتنا
الجنة فى بيوتنا
الجنة فى بيوتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محاضرات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حنان
مشرف
مشرف
حنان


انثى
عدد الرسائل : 202
احترامك لقوانين المنتدى : محاضرات 31010
دعاء : محاضرات 15781610
الاوسمة : 3
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

محاضرات Empty
مُساهمةموضوع: محاضرات   محاضرات I_icon_minitimeالجمعة 14 نوفمبر - 21:19

المحاضرة الأولىمنقول للفائدة


حول التعريف بالإسلام
محاضرات CAW92O4R


الحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار مكور الليل على النهار تذكرة لأولى القلوب والأبصار وتبصرة لذوي الألباب والاعتبار الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار وملازمة الاتعاظ والادكار ووفقهم للدأب في طاعته والتأهب لدار القرار والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار والمحافظة على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار أحمده أبلغ حمد وأزكاه وأشمله وأنماه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله الهادي إلى صراط مستقيم والداعي إلى دين قويم صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين وآل كل وسائر الصالحين
أما بعد


· العالم الآن تسوده أفكاره وتقاليد وديانات شتى , ونشاط العقل الإنساني والغرائز البشرية أبرز من غيره في توجيه العالم , وفي علاج قضاياه .

· ومسألة الإيمان بالله واليوم الآخر لا تنال حظاً من الاكتراث في شئون الحياة الكبرى .

· والإسلام نفسه ديانة غامضة لا تعرف – على وجه صحيح – أصولها ولا أهدافها .
قد أسأل نفسي : لو كنت أمريكياً أو أوربياً , أكنت أعتنق الإسلام وأعرف ربي العظيم , وأؤمن بالقرآن الكريم , وأوقر الحق الذي جاء به محمد النبي الأمي ؟


ما أظن ذلك ! فمن أين أقع على هذه المعرفة ؟ وكيف تتاح لي سبلها ؟ إن الصورة النظرية للإسلام بلغت سكان هاتين القارتين مشوهة مفزعة إن شعوب أوربا وأمريكا تعرف عن البترول العربي أكثر مما تعرف عن القرآن العربي !! . والبترول العربي فلأقرر إذن أن اهتدائي للإسلام كان من الأقدار الحسنة ، أو هو – في نظري – من النعم التي يختص الله بها من يشاء من عباده ..



فأنا لم أرث الدين عن والدي , كما ورثت القامة , وبياض البشرة بل لقد مرت على أيام فرغت نفسي من كل اعتقاد , وتركت لعقلي أن يوازن ويختار , والذي أعانني على إيثار الإسلام : أن لغتي هي لغة القرآن , وأن الدراسة الناقدة له ولغيره كانت ميسرة لي : أي أن ظروف البيئة التي احتوتني هي التي جعلتني مسلماً على حين حرم غيري هذه المنحة الطيبة لأن ظروف بيئته باعدت بينه وبين الاهتداء

وآثار البيئة في الخلق والسلوك ونوع الدين لا يمكن نكرانها : ألا ترى الحديث الكريم يرد شرود الطفل عن الفطرة السليمة إلى أسرته : (( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) .



ثم ألا ترى إلي التذييل الذي أعقب النهي الإلهي :

{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}(الأنعام108)


قد تقول : كأنك تعتذر عن ضلال الكافرين!! ؟ والجواب . لا ، بل أصف الدواء الناجح لشفاء عللهم . إن الكفر الجدير بالاستئصال رد الحق بعد ما تبين ، والذين ينقل إليهم هذا الحق بحاجة إلي مهلة وارتضائه ، والذين لم ينقل إليهم يحاسبون على ضوء من أصوله التي ذرأها الله في فطرتهم..والأمر بين الحالين لا تجدي فيه عجلة ، ولا يقبل فيه الحكم العابر السريع !!



إن تفتيح البصائر على الحقائق الكونية الكبيرة ليس شيئاً سهلاً ، فأغلب الناس يوجد وتوجد معه حجب الغفلة.



وقد شاء الله – تبارك اسمه – أن يضع كل هذا في سياسة التعريف به والدعوة إليه. فلم ينتظر من الجماهير أن تستجيب لرسوله فور سماعها له. ومن ثم أوجب عليه أن يبذر ، وأن يترك النضج لزمان لا يعرف مداه

{ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ}(الغاشية 21-22)
{ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ }(الحجر85)


ونحن نلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم خاض أول معركة في الإسلام وسط ظروف تستحق التنويه.



لقد ظل خمس عشرة سنة يدعو أهل مكة إلي دينه، بأسلوب التذكير والإعراض ، والتعليم الذي يلقى الصدور بالهجر الجميل ، فلما أخرج هو وأصحابه من مكة دارت المعركة ويريد الله – لحكمة عليا – أن تدور هذه المعركة على غير إعداد من المسلمين ولا توثب ، وأن تدور بعد ما انقطع كل تطلع إلي مغنم دنيوي عاجل ، وأن تدور وليس للمشركين عذر قريب أو بعيد في اشعال هذه الحرب ، وأن تدور بعدما استنفدت جميع وسائل الإقناع التي تصح بها العقول والقلوب المعتلة ، أجل ، دارت المعركة بين كفر خالص وإيمان خالص ، لأن الأمر كما قال ربك :

{ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (الأنفال7-Cool


والذي أحب إبرازه – في معرض الإشارة إلي أول قتال في الإسلام – أنه لم يقع في السنة الأولى للدعوة الإسلامية ، بل وقع بعد أعوامل يصحو فيها الغافي ، ويذكر الناس ويرق القاسي أسلوبه في التعليم يتبع هذا النسق : إنني ألفتكم عن الباطل الذي توارثتموه ، وأعرفكم أن ربكم واحد وهو الله الذي خلقكم ورزقكم ، فيجب أن تؤمنوا به ، وتعملوا له . لقد علمني هذه الحقيقة وأنا بدوري أعلمكم إياها. وبذلك نصبح سواسية في إدراكها فليس لأحد منكم – بعد –أن يعتذر بجهل ، أو يحتج بقصور.



وانظروا إلي قوله تعالى وهو يصف إهلاكه للأمم المجرمة :

{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ } (يونس13)


لم هذا الإهلاك ومتى ؟؟ بعد ثلاث مراحل ،( لما ظلموا ..) ، (وجاءتهم رسلهم بالبينات ) ، ( وما كانوا ليؤمنوا ..) وتأمل في قوله عز وجل :

{كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(آل عمران68)


فجدد الحق بعد ما يخامر شعاعه النفس ، ويعنو لسطوته الفكر ، هو الكفر بعد الإيمان.

ومن هنا نعرف لماذا طالب الله الدعاة إليه أن يصبروا على توضيح منهاجه ، وألا يملوا نداء الحياري وإن طال ترددهم ، وأن يتحملوا الأذى من صرعى التقاليد ، أملاً أن تقترب الفرصة لاهتدائهم ، أن يتدخل القدر فيحسم الموقف كله :

{ قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ(14) مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ(15)}


هب أهل الغرب الآن لا يعرفون الإسلام ، أو يعرفونه على نحو مشوه ينفر من اعتناقه ، فمن يعذرهم في قضايا العدل والظلم ، والخير والشر ، والرجس والعفة ، والإيمان المطلق ، أو الإلحاد المطلق ؟؟



إن بواعث الباطل توشك أن تطمس بينهم كل آثار الحق ، والقوم يجرون في طيش إلي مصارعهم ، ويجرون العالم كله معهم.



إن كثيراً من الدعاة إلي الإسلام تنقصهم خصائص معينة لينجحوا في إبلاغ رسالته ، وإدخال أكبر عدد من الناس فيها.



ومن ثم فإن الإسلام واجه في القديم ، ولا يزال يواجه حتى اليوم أعداء لا ينون في بث العقبات أمامه وإشاعة المفتريات ضده.

"قد يكون الحق معك ولكنك لا تحسن الوصول به ولا تجيد الدوران معه حول منعطفات الطريق ، لتتفادى المآزق وتتخطى العقبات وتبلغ به ما تريد، وقد يكون الباطل مع غيرك ، ولكنه يلبسه ثوب الحق ..ثم يجيد الإنطلاق معه حتى يصل به إلي حيث ينبغي أن يصل الحق"


المجتمع يتطور تطوراً يجعل الناس يحكمون على الشخص بحقيقته لا بمظاهره وإن مجتمعنا – وقد نفض عن رأسه رواسب الاستعمار – يسلك هذا السبيل ..ولكن تطور المجتمع لا يتم بين يوم وليلة..فطريقة طويل وخطواته قصيرة . والعقبات في الطريق كثيرة ومتعددة. ولكنه سيصل حتماً إلي هدفه طال به الزمن أو قصر..

"والأمل الكبير يتحقق دائماً ..عندما يتشبث أصحاب المبادئ بالحق والصبر والكفاح".

"وكلمة الإسلام تضم شعارين متساويين : "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".


والشهادة بالرسالة ليست تمجيداً لشخص ، أو تخليداً لرأس أسرة وإنما هي في الحقيقة ضميمة تمثل الجانب العلمي في الرسالة ، إلي الجانب العملي فيها ، فعندما تنظر إلي بدء الإسلام ترى المؤمنين الذين استجابوا لدعوته ، قد خلبتهم روعة الحق في حياة نبيه ، قدر ما أعجبهم ذلك في آيات الكتاب الذي نزل عليه ، بل إن ما عرف به ، من شرف نفس ، وإدمان عبادة ، ونبل جهاد ، كان الحادي الأسبق للجماهير أن تقبل عليه ، وتعجب به . أليس هو أسوتها الحسنة ؟؟

وقد ركدت ريح الإسلام من سنين ، وتعثرت أمته تعثراً غريباً ، حتى ساء الظن بها ، وبما لديها إلي حد بعيد.


عدل سابقا من قبل حنان في الجمعة 14 نوفمبر - 21:43 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حنان
مشرف
مشرف
حنان


انثى
عدد الرسائل : 202
احترامك لقوانين المنتدى : محاضرات 31010
دعاء : محاضرات 15781610
الاوسمة : 3
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

محاضرات Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرات   محاضرات I_icon_minitimeالجمعة 14 نوفمبر - 21:23

المحاضرة الثانية



مساوئ التعليم الديني

محاضرات CAW92O4R

الحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار مكور الليل على النهار تذكرة لأولى القلوب والأبصار وتبصرة لذوي الألباب والاعتبار الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار وملازمة الاتعاظ والادكار ووفقهم للدأب في طاعته والتأهب لدار القرار والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار والمحافظة على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار أحمده أبلغ حمد وأزكاه وأشمله وأنماه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله الهادي إلى صراط مستقيم والداعي إلى دين قويم صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين وآل كل وسائر الصالحين

أما بعد
الإسلام لا توجد فيه طائفة تختص باسم ((رجال الدين)) على النحو المعروف في ديانات أخرى . ويمكن أن يستحق هذه التسمية نفر من الساسة والقادة , والمهندسين والأطباء , والتجار والصناع , فهموا دينهم فهما حسنا ؟ ومدوا رواقه في الميادين التي يعملون فيها , ومن ثم يكون اعزازهم للإسلام سببا كافيا لأن يرفعهم إلى مصاف رجالاته المعدودين . ولئن كان الإسلام يرفض تميز فريق من أتباعه بهذا العنوان , إن الحياة لا تنكر توزع البشر على ما يحسنون من دراسات وحرف .وهذه الطائفة عندما توجد , لا ينبغي أن تتميز بملابس , أو تنفرد بشارات وهى - إن اصطلح العرف على تسميتها : برجال الدين – لا تحتكر هذه التسمية , بل من الخير أن تنأى عنها , و أن تبرئ الإسلام من الطائفة التي تدل عليها .


والتخصص في الدراسات الإسلامية ضرورة علمية , وطاعة إلهية معا . فأما أنه ضرورة علمية , فإن الفقه في القرآن الكريم والسنن النبوية , يتطلب الطاقة العاطفية والذهنية التي يتطلبها التبريز في الأدب , أو الصناعة , أو التجارة .وعندي أن النكبات التي أطاحت بمجد الإسلام , تعود أكثر ما تعود إلى قله العلماء الراسخين , والخبراء الفاقهين , وإن كثر المتزيون بزى العلماء والحاملون لأجازتهم الدراسية , وكان المتوقع أو المتيقن أن يسد ((الجامع الأزهر)) حاجة العالم الإسلامي إلى هذه الطائفة الممتازة من المعلمين و الدعاة , وأن يكفل للرسالة الإسلامية امتدادها الروحي والعقلي , على اختلاف الزمان , وتطور الحياة . . يبد أن الأزهر لم يقم بهذا الواجب لعوائق شتى : بعضها نبت فيها صنع له !!

وبين عدة آلاف من الأشخاص الذين تخرجوا في ((الجامع الأزهر)) أخيرا وسموا ((علماء الدين)) لا نجد إلا بضع عشرات من الرجال الفقهاء الأمناء !!

والغريب أن هذه العشرات التي تحصى على الأصابع مغبونة في هذا العهد العتيق أو محسوب عليها ذيل الإهمال . . !!

وهناك مآخذ على سياسة تخريج العلماء المسلمين وهم بهذه المكانة من القصور :

المأخذ الأول:فقدان الخصائص النفسية والذهنية التي ترشح أصحابها للعلوم الدينية , فليس كل امرئ يصلح – أن يشتغل بالنواحي الروحية أو الجوانب الإلهية في دنيا الناس . وإذا كنا لا نتصور الأبكم خطيبا , ولا الأبله نجيبا , للعجز الملحوظ في خلقهم فكيف نتصور أصحاب الشهوات الطافحة , أو الطوايا الخبيثة , أو العقول البليدة , رسلا للدين , ودعاه للسماء وألوف الطلاب الذين يتوجهون منذ نعومة أظفارهم إلى مكاتب تحفيظ القرآن الكريم , ومنها إلى معاهد الأزهر الشريف , فكلياته العليا , هذه الألوف لا يتهيأ أغلبها – بطبعه الخاص – كي يحمل رسالة تخير الله لها صفوة خلقه في الأولين . وليس ذلك طعنا في هؤلاء الناس للتعليم والإنتاج , فقد يكونون أقدر من الألوف الأخرى في شئون الحياة , وفنون المعرفة ,وأنواع الحرف الأخرى. ومن يدرى لو أتيح له ما أتيح للدكتور (( طه حسين)) ؟ ما نأمن أن ينقل شبه المستشرقين والمبشرين ليناوش بها قلاع الوحي كما فعل أخ له من قبل !!

المأخذ الثاني:على سياسة الديني عندنا , هذا التخصص المبكر قبل تحصيل ثروة محترمة من المعارف الإنسانية , والدراسات الكونية التي لابد مها قبل التوفر على علوم الدين , وعلاج قواعدها ودقائقها . وإني لأجزم أن الإسلام لا يمكن أن يدرس دراسة واعية , ولا أن يفهم فهما صحيحاً قبل تحصيل هذه الثروة المحترمة من الثقافة .ذلك أن القرآن الكريم , والسنة النبوية , تعرضا لشئون نفسية وكونية ولمسائل اجتماعية وتشريعية , لتوجيهات داخلية وخارجية , يتطلب الخوض فيها طاقة ذهنية عالية , إلى جانب الاستعداد الروحي العتيد . . !!

فكيف يصل إلى فقه ناضج في دين الله امرؤ محدود الفكر مختل التصور ؟

والطريقة المثلى لتكوين علماء الدين اختيارهم وفق رغباتهم الخاصة من بين الذين تجاوزوا مرحلة التعليم الإعدادي والثانوي . بعد إدخال إصلاحات شاملة على التعليم العام , تشوبه روح العروبة والإسلام , وتدخل فيه عناصر التربية السليمة , تلك التربية التي تغرس في نفس التلميذ عواطف معينة , وتوجه أفكاره وجهة خاصة , و لا بأس باقتباس قليل أو كثير من نظم المدارس الأجنبية التي تشغل اليوم حتى الغروب وتقطع الأجازات على فصول السنة , وتربط الطلبة ربطاً محكماً بحياتهم العلمية , وجوهم المدرسي . . .ويجب أن يخضع تكوين معلم الدين لطبيعة العمل الذي يوكل إليه في المستقبل فالدعاة في الداخل غيرهم في الخارج ومربي الأطفال غير مدرسي الصفوف الوسطى والعليا . وبديهي أن الزاد العلمي الذي يقدم لهؤلاء يتفاوت كماً وكيفاً كما تتفاوت كذلك المؤهلات التي لابد من توفرها في اختيار كل نوع ...

المأخذ الثالث:على التعليم الديني عندنا ضعف الاستيعاب لجملة الحقائق التي جاء بها الإسلام , والغلو في تقدير الأجزاء المتبلورة التي تتاح معرفتها للبعض مع القصور في معرفة الأجزاء المكملة الأخرى مع ما يكون لها من خطر وأثر !!

ففقه العبادات ربما لا يتجاوز المسجد وميضأته , والسنة النبوية لا يدرس منها إلا ما يخص الناحية الخاصة , أو أركان الإسلام الخمس . وأصحاب العاطفة المضطربة أو المستقرة يهتمون بالتصوف , وجانبه الروحي السلبي , وينكمشون عما عداه . والمجتمع الإسلام قد يسرى إليه الخلل لمثل هذا النقص . بل أن النفس الإسلامية قد طرأ عليها عوج بالغ – منذ عدة قرون – لعجز الدعاة ومعلمي الدين عن ترتيب معالمه , وتقديم ما يستحق التقديم وأخيراً ما يستحق التأخير .

المأخذ الرابع:على التعليم الديني عندنا أن بين العلماء والدعاة نفراً كبيراً لا تصدق أحوالهم أقوالهم , يستمع الناس إلى كلامهم عن الله والآخرة والعبادة والتقوى , فإذا رأوا فعالهم أخذتهم الحيرة من بعد الشقة بين القول والعمل . . . !!

وأستطيع أن أحكم وأنا واثق مما أقول أن فساد الأزهر , وعجزه عن اقتياد الأمة يعود إلى هذا الداء , ففي الأزهر بضع مئات من العلماء ذو دراية وفطنة أخرتهم الضغائن عن مكانتهم الواجبة , وقدمت عليهم من لا يغنى غناءهم , حتى لقد خيل إلى وأنا في الأزهر : أن الكفاية علة كافية للحرمان . ما حدث في الأزهر وقعت له نظائر في بيئات أخرى ولو خامة النتائج التي يجلبها هذا الداء اقتنعت بأن شهوة الزن في دم شاب طائش أخف من سؤرة الحسد في قلب راهب يصف قدميه طول الليل في محراب . وما كان يتوقع للإسلام أفضل من هذا المصير بعد أن رمى الأتراك بالخليفة والخلافة في عرض البحر , وبعد أن كرت القرون على ينابيعه الثقافية فأسنت من طول ما أهملت . وبعد أن أصبحت العلوم الإسلامية خليطاً من قشور وآراء ومذاهب لا قيمة لها . وبعد أن تطرقت العلل الجسام إلى قدرة العلماء العاطفية والفكرية , فانتهت إلى ما صورناه لك آنفا . . !

والخلاصة أن هوان التعليم الديني وقلة شأنه ترجع إلى سببين :

1- انحلال النظام الإسلامي من عصور متراخية , وانطلاق الحكومات مع دوافع الهوى دون ارتباط جاد بتعاليم الإسلام أو وفاء بين لرسالته . . وذلك مما حرم التعليم كله رعاية السلطات القائمة .مع الإشارة هنا لإلى أن التعليم في تاريخنا الطويل لم ينقسم إلى ديني وآخر مدني , بل كانت الدراسة العامة تمزج بين النوعين , ثم يتشعب المتخصصون في الدراسات التي يرضونها لأنفسهم , بعد أن يحصلوا جميعاً على أنصبة محترمة من التربية والمعارف الدينية .

2-سطوة التيار العربي الفاتح , وقيامه على خصائص حيوية تتصل بمعاش الناس ومستقبلهم القريب , وإتباعه سياسة ماكرة في مخاصمة الإسلام واقصائه عن حياة العامة .

أما التعليم الذي نريده فإعداد شامل يهيىء الأمة كلها للسير وفق نظام روحي وعملي رتيب , ويجعل المدن والقرى , والشباب والشيوخ , متجانسين في سلوكهم العام , ومثلهم العليا .

ولا بد من إلقاء نظرة عجلي على الكتابة الإسلامية التي تشيع الآن .

وسنرى أن كثيراً منها تأثر بأسلوب التفكير الغربي , وحمل طائفة من الأحكام الأجنبية , وأراد أن يفردها على الإسلام قسراً .

وقرأت مقالاً للدكتور طه حسين يسوغ هذه الفوضى الشائنة باسم حرية الخطأ !

ولا شك أن الأوضاع التي سحبت الأزهر من ميدان الحياة , والمآخذ التي سجلناها على التعليم الديني هي علة الاضطرابات في ميدان الثقافة الإسلامية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حنان
مشرف
مشرف
حنان


انثى
عدد الرسائل : 202
احترامك لقوانين المنتدى : محاضرات 31010
دعاء : محاضرات 15781610
الاوسمة : 3
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

محاضرات Empty
مُساهمةموضوع: رد: محاضرات   محاضرات I_icon_minitimeالجمعة 14 نوفمبر - 21:39

المحاضرة الثالثة



هل الحياة شر ؟
محاضرات CAW92O4R


الحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار مكور الليل على النهار تذكرة لأولى القلوب والأبصار وتبصرة لذوي الألباب والاعتبار الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار وملازمة الاتعاظ والادكار ووفقهم للدأب في طاعته والتأهب لدار القرار والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار والمحافظة على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار أحمده أبلغ حمد وأزكاه وأشمله وأنماه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله الهادي إلى صراط مستقيم والداعي إلى دين قويم صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين وآل كل وسائر الصالحين

أما بعد


هل الحياة شر ؟

عن أبى هريرة قال : كان رجلان من حي في قضاعة أسلما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فاستشهد أحد الرجلين , وأخر الآخر سنة . قال طلحة بن عبيد : فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد , فتعجبت لذلك . فأصبحت فذكرت ذلك للنبي – صلى الله عليه وسلم - , فقال صلى الله عليه وسلم : "أليس قد صام بعده رمضان ؟ وصلى ستة آلاف ركعة ، وكذا وكذا ركعة في هذه السنة ؟ ؟ فلما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض" رواه أحمد.

انظر ..إن المكث في الحياة والبقاء على وجه الدنيا ليسا شرا ، إنهما رفعا منزلة رجل فوق الشهداء !!

إن طول الحياة يمكن أن يكون منبع خير غزير ، وإن الزعم بأن الحياة شر ، وأن مغادرتها أفضل من معالجتها ليس إلا هراء مقطوع الصلة بالإسلام.



إن الحياة فرصة ينبغي انتهازها ! والبقاء فيها وسيلة لمزيد من الطهر والتكمل ، وكل لحظة يقضيها الإنسان في هذه الحياة الدنيا يمكن أن يصنع فيها شيئاً ما ، فلا يجوز التجهم لها ، ولا القعود عنها ، ولا العجز عن أسبابها ، ولا الانصراف عن أبوابها.

وجود المرء على ظهر الأرض ليس سوءاً في ذاته يتمنى معه الموت ، بل هو أمد كلما طال طالت معه مجالات العمل ، ومراحل السباق ، والتنافس إلي أرفع الدرجات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "آلا أنبئكم بخياركم ؟ فقالوا : نعم ! قال : خياركم أطولكم أعماراً ، وأحسنكم أعمالاً" رواه ابن حبان . وفي رواية أن رجلاً قال : يا رسول الله ..أي الناس خير ؟ قال : "من طال عمره وحسن عمله .

ثم إنه لا ارتباط بين التمكين في الأرض ، والخبط في شهوات الدنيا أو السرف في شهوات البدن ، أو الميل مع نزعات الهوى والظلم.

فكم من ممكن في الدنيا عازف عن هذا كله ، أو آخذ منه بقدر أو نازل عنه في أول عرك على مبادئه ومثله.

وكم من خامل جاهل مستضعف لا يرتفع بصره أبداً عن الدنيا ، ثقلت به أهواؤه ، فأخلد إلي الأرض ، فعاش بعقله الكليل ، ومنزلته الهزيلة كما تعيش بعض الدواب ، لا تعرف إلا الأكل والفساد.

فقد شاء الله عز وجل أن يجعل الإنسان سيداً في هذا العالم ، وأراد أن تشترك عناصر الكون كلها أو جلها في خدمته وتيسير رغائبه.

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70



{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }الأعراف10



ونلاحظ أن هذا التمكين حقق للإنسان مكاسب كثيرة ، فهو لم يكفل ضروراته فحسب ، بل بذل له المتع المرفهة ، واعترف بأشواقه إلي اللذائذ المعنوية وأنواع الزينة والتجمل وانظر إلي قوله تعالى :



{وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }النحل5

ثم قوله بعد ذلك :



{وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ }النحل6



تقلص الإسلام من الميدان الاقتصادي:

أتدري معنى تقلص الإسلام من الميدان الاقتصادي ، وانفراد الآخرين بالسلطان الواسع فيه ؟؟ إن معنى ذلك هوان رسالته ، وبوار دعوته ، ثم تقلص رقعته المعنوية والمادية معاً ، واستحالته إلي أنقاض لا يسمح لها بالبقاء لا ريثما يتم التخلص منها ، ويمهد لغيرها.

هل وعيت قصة البترول في البلاد الإسلامية ؟

إن هذه المادة أضحت روح المدينة الآلية التي تسود العالم اليوم ، وإلي أن يخترع وقود آخر لابد من نهر دافق بالبترول ، يروي الألوف المؤلفة من الآلات التي لا تنقطع ضجتها ليلاً أو نهاراً في سائر أنحاء الدنيا.

وبلاد الإسلام تنتج ما يقارب النصف من هذه المادة ولكن الواقع المر ينطق بأن الذين اكتشفوها عندنا واستخرجوها بجهدهم ،وركبوا الآلات التي تقوم بتنقيتها. وتهيئتها ، ثم حملوها بسفنهم وتاجروا فيها بأموالهم هم الأجانب !!



لقد كانت في أيدي المسلمين كقطع الماس في يد صبي من الأرياف ، ضحك عليه محتال ماهر . فأخذها منه ، وعوضه عنها قطعة من الحلوى!!

والبترول الآن يستنزف من أرضنا بنهم رائع ، والثمن الذي يقدره المشترون أي المستخرجون (!) بعضه أرصدة في مصارف إنجلترا ، وبعضه الآخر يضيع في استيراد أدوات الترف ، وهذا وذلك لحساب بعض الأشخاص أو الأسر.

ومع إحساسنا بوضاعة المؤامرات الدولية التي تحاك ضدنا هنا وهناك ، نعرف أن ضعف أخذنا لأنفسنا من هذه الحياة الدنيا هو سر طماعية الأقوياء فينا ، وتحلب ريقهم على ما بأرضنا من خيرات وكنوز!!

ولذلك فإن الأفكار السقيمة التي خلفها التصوف في الأجيال المتأخرة أفسدت نظرة المسلمين إلي الحياة الإنسانية . كما رسم خطوطها القرآن – وأفسدت كذلك عمل المسلمين بدينهم ، وعملهم لدينهم.

فإن من المستحيل أن يقوم دين على غير مهاد من الحياة المكينة ، كما يستحيل أن يسير قطار على غير قضبان..!

إن الآيات والأحاديث التي تفيد ذم الدنيا وتهوين شأنها ما فهمنا منها شيئاً من تعطيل العمران ، أو لشل نمائه وارتقائه ، ولا شيئاً من تعطيل الغرائز البشرية .



هب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"اتقوا الدنيا واتقوا النساء.." فهل معنى تقوى النساء ، أن يختصي الرجال ، وينقطع النسل ، ويصبح التبتل شريعة !!

إن تقوى النساء بداهة لا تعني إلا إيصاد الأبواب على المعصية ، وعلى الانفعالات الشاذة المريبة ، لكي يبقى المجال حراً أمام العفاف وحده.

وكذلك تقوى الدنيا ، ما تعني إلا إطراح الشر فيها ، والاغترار بها ، وسوء الأخذ منها ، وكل تصرف يقوم على الجهل بحقيقتها ومجيء الدار الآخرة خلفها.

وقد سأل أحد الأشخاص الشيخ محمد الغزالي: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عمر : "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"

فقال له : هذا الحديث كحقنة "الأنسولين" للمريض بالسكر ، تدخل على الجسم مادة زائدة ، لتعوض النقص في إفراز الغدد الراكدة.

هذا وقد كتب الأستاذ "البهي الخولي" كلمات حسنة في هذا المعنى : إننا نفيق اليوم من غفلة الماضي لنفتح عيوننا وعقولنا على واقع مروع فاجع ، إذ نروى سوانا قد ساد الكون ، سيطر على الطبيعة ، وملك ثروات الدنيا ، وأخذ علينا الجو والبر والبحر ، ولم تتسع الأرض لهمته ، فراح يصنع لفضاء السماء سفناً جبارة طائرة يسبح بها فيما بين الكواكب من آماد شاسعات ، ولا مكان لنا في ذلك المضمار ، إلا مكان المشدوده المستسلم..مكان المتخلف في ذهنه وعلمه وتجاربه ..مكان من فقد أرضه وثروته وكرامته.

هل قرأنا – مثلاً – قوله تعالى : {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }الرحمن33

وهل أدركنا عند تلاوته أن النفوذ في أقطار السموات والأرض ممكن ، ولكن بعلم يبسط لنا السلطان على ذلك ؟ علم يسخر لنا القوانين ، ويضع بين أيدينا ما أعد الله لذلك من سنين !

وهل خطر ببالنا ونحن نقرأ ذلك القول الكريم ما بينه وبين عروج نبينا صلى الله عليه وسلم إلي أقطار السموات العلا من تلازم ورابطة !

ولقد جاء في بعض حديث النبي صلى الله عليه وسلم "وجيء لي بمفاتيح كنوز الأرض فوضعت بين يدي" انظر تيسير الوصول.

فلم يظنها السلف الطيب – رضوان الله عليهم إلا أنها إشارة إلي مفاتيح الغزو التي فتحت لنا فيما بعد كنز كسرى وقيصر.

أما أن هذه المفاتيح هي النواميس التي تسخر بها الطبيعة ، وننفذ بها إلي ما أخفى لنا من كنوز خيرات الأرض ، ثرواتها الطائلة ..فلا.

إن الله سبحانه قد أودع المادة سر الروح ..وطبعها بطابع خالقيته لتكون دليلاً لها ، وشاهداً عليها ..وهو بذلك يقدس المادة ، ولا يحقرها ، ويفرض على المرء نوع الحضارة التي لا حول عنها.

فإذا أخذ بالمادة وحدها فقد أشقى نفسه ، وهو بذلك شيطان يعيث في الأرض فساداً. وإذا أخذ الروح ، فهيهات أن يصل إليها بدون مادة ، وهو بذلك عنصر تافه ففي الأرض . يورث نفسه الفقير والجهل وهو أن الشأن.

وإذا أخذ بما رسم الله له ، فقد أنصف نفسه . وأدى الذي عليه له وللحياة.



تلك هي الحضارة.

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال و نفعكم و نفع بكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محاضرات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجنة فى بيوتنا :: قسم الترفيه والثقافة الإسلامية-
انتقل الى: